24‏/05‏/2011

إشبك تطالع ؟



بحكم إني مدمن من طفولتي و بحكم إني مهمل من طفولتي جلست يوم الخميس الماضي بكل سعادة و بلا فخر في غرفة إنتظار مستشفى مغربي للأسنان أنتظر دوري عند دكتور علاج الأعصاب علشان يسويلي علاج عصب لأربعة أسنان في جلسة وحدة .

و طبعاً بما إني كنت عارف إنه هذا مصيري بعد 26 سنه إدمان شوكولاته و بعد 26 سنه إهمال في زيارة دكاترة الأسنان فكنت جالس بإبتسامة أكبر من مدخل المستشفى .. عارف إنه ورايه مجزره عند الدكتور و بيعطيني إبر بنج إلين ما تنمل عيوني و بيخرم في أسناني إلين ما يوصل لمعدتي .

و في نص سرحاني و جلستي الواثقة تنبهت لآنسه مرت من قدامي تفرصعلي بعيونها ((ما أعرف كيف أترجم كلمة تفرصعلي .. يعني تفتحلي عيونها و تنظرلي نظرة غضب و حنق)) أنا يوم لاحظت النظرة تنبهت و طار السرحان .. حطيت عيوني في الأرض و جلست أفكر .. يا ربي ليش تفرصعلي ؟ إيش سويتلها ؟ و إكتشفت بذكائي الخارق و سرعة بديهتي إنه الظاهر و الله أعلم إن الآنسة كانت تحسبني أبتسملها و سرحان في جمالها .. ما تدري إنه ورايه هولوكوست عند الدكتور و ماني فاضيلها .

بطلت سرحان و فتحت آي فوني و جلست ألعب أنجري بيرد إلي مخلصها مليون مره قبل كذا .. بس علشان أضيع وقت .

و بعد ما رجعت البيت مصفوقاً ((هاذي فصحى)) بثلاثه إبر بنج في برطمي العلوي تذكرت الموقف و جا سؤال على بالي : "هل حتكون ردة الفعل مختلفة لو كان الشخص إلي ظن إني أطالع فيه رجال ؟" .

قلت ياااا ولد مبدهااااش .. خلاص هاذي التدوينة الجديدة و القراء يستاهلوا أدعمها لهم بتجربة عملية .

إنتظرت إلى ما فك البنج و رحت لأمي أسألها عن أخبارها و أنا مبتسم .. سألتني : ((خير .. وش فيه ؟)) .. قلت سلامتك و مشيت .

بعد العشا جاني صاحبي البيت .. إنتظرته عند الباب و أنا مبتسم .. سلم .. ردت عليه .. و سألني : ((خير ؟)) .. قلت سلامتك .

صباح ثاني يوم رحت السوبرماركت و قلت بأكمل التجربة .. مر جنبي واحد عند ثلاجة الألبان .. إبتسمتله و سلمت .. طالع فيني و رد السلام بصوت واطي .. و حط عيونه في الأرض و شرد من عند الثلاجة .

و أنا أنتظر عند الكاشير شفت شلة شباب داخلين السوبرماركت .. طالعت فيهم و إبتسمت .. الأول ما قال شي .. الثاني سوى نفسه مو شايفني .. الثالث فرصعلي ((فرصعلي : سبق ترجمة الكلمة في بداية الملاحظة)) و قال : خير ؟؟؟؟ إشبك تطالع ؟؟؟؟ .

و طبعاً أنا بحكم إني أقوى من غرندايزر و أفصح من القذافي رديت عليه : لا .. سلامتك .. مشبه عليك .

تذكرت مقالة قرأتها للكاتب مشعل السديري في جريدة الشرق الأوسط تكلم فيها عن رجال عجوز في بريطانيا كان كل يوم الصباح يحط كرسي جنب الشارع و يجلس .. و كل ما مر عليه شخص أو سيارة يبتسمله و يلوحله بيده الكريمة ، كان يعتبر نكتة المدينة و حاولوا بكل الطرق يخلوه يبطل هاذي العادة .. لكنه ما ترك عادته .

و بعد كم سنه مات العجوز .. و بدأوا الناس يفتقدوا وجوده ، و بعد كم شهر قرروا تسمية الشارع بإسم ((شارع السعادة)) و بنوا تمثال لهذا العجوز و هو مبتسم في نفس المكان إلي تعود يجلس فيه .

الزبدة :
  • قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((تبسمك في وجه أخيك صدقه)) .
  • متى نتخلى عن نظرية إنه الإبتسامة معناها ((إستهزاء .. معاكسة .. إستهتار .. قلة إحترام)) و نربطها بالسعادة و نرجعها لمعناها الحقيقي ؟
  • متى الناس تفهم إنه مـــســـتـــحـــيـــل أحد يعاكسها في عيادة أسنان .. في عيادات الباطنيه ممكن .. لكن الأسنان مستحيل .. محد فاااضي .

... عجبي .