أتذكر قبل كم شهر في واحد من إجتماعاتنا الشهرية في العمل لمراجعة الأداء كان مديري يسأل واحد من الزملاء عن شغلة من الشغلات ..
المدير : ليش ما سويتها .. مو قلتلك سويها من 4 شهور ؟
الزميل : إيوه .......... آسف ............
المدير : طيب .. سويها و أرسلي إياها قبل نهاية الأسبوع .
و تكرر الحوار تقريباً مع ثلاث أرباع الحاضرين .. و الإختلاف الوحيد كان المدة ، بعضهم كانت شهور .. و تخيلوا إن بعضهم وصلت المدة لسنة، و المشكلة إن الأشخاص إلي يكلمهم في مناصب إدارية سواء مشرف أو نائب مدير أو أخصائي .. و خلافه .
و أنا جالس أتابع بصمت و دمي يغلي .. و أقسم بالله قسم أحاسب عليه إني لو كنت مكان مديري هذا كان طردتهم كلهم من الإجتماع .. هذا إذا ما وصل الدم للركب .
و مرت على بالي فكرة : ((سبحان من أنعم عليه بالصبر و طولة البال .. الرجال هذا له الجنه .. بس لو إنه مسلم)) .
و خلال جلسة من جلسات السمر و السمك و الجمبري في آخر الأسبوع مع بعض الزملاء تكلمنا عن الموقف و ذكرت لهم إعجابي بصبر مديرنا و تكلمنا عن أخلاق الرجال و إهتمامه و مساعدته لنا و تدريبنا و كان فيه إتفاق بالإجماع على إنه و نعم الرجال بس يا ليته مسلم .. و من هاذي النقطة دخلنا على موضوع ثاني .
ناس كثير ربي أنعم عليهم بنعمة الإسلام و ما شاء الله عليهم الواحد يعتبرهم قدوة أخلاقاً و أدباً و تلقى ذكر الله دايماً على لسانه في الروحه و الجيه .. و مع كذا إذا جا وقت الصلاة و قلتله يالله نصلي .. تنصدم بإنه يرد عليك بالتصريفة العالمية المشهورة ((أسبقني و أنا ألحقك)).
فعلاً تستغرب .. ناس بهاذي الأخلاق و هذا الأدب و الخوف من ربنا .. و ما تصلي ؟ يعني على قولة المثل الشعبي (زي الغراب إلي جا يقلد الحمامه .. ما جاب مشيتها و ضيع مشيته) ، يعني هل السبب إهمال ؟ تساهل ؟ و لا فيه أسباب ثانية ؟
أذكر مره - برضه في العمل - سمعت واحد من الزملاء يتضارب مع موظف من موظفينه و يقوله : ((إذا بتزعل براحتك .. أنا أعاملك بما يرضي ربنا ، العمل هذا أمانه و ماني مستعد يوم القيامة ربي يحاسبني لأني ما أديت الأمانه)) ، و المشكلة إنه الرجال خلال سنه و نص من عملي معاه في الشركة ما عمري شفته ركع ركعه .. و معروف بإستخدامه للتصريفة المشهورة المذكورة آنفاً ((ملعوبه آنفاً .. صح ؟؟ صح ؟؟ أدري)) .. إنتظرت الفرصة المناسبة إني أستفرد فيه و سألته عن تقصيره في صلاته .. فكانت الإجابة : ((أعترف إني مهمل في صلاتي ربي يغفرلي .. بس ما أبغى أصلي معاكم بس لأنكم ناديتوني .. لو ماني رايح أصلي بنفسي و ناوي أصلي .. ماني مصلي)) .
و بصراحة من وقتها إلى اليوم ما أدري هل كلامه صحيح و لا لا .. سواء من ناحية دينية أو من ناحية شخصية ....
و فيه نوع ثاني برضه من الناس .. سبحان من خلقه .. نوعيه فريده .. مهمل في كل شي و أخلاقه مع أهله و كل من حوله زي الزفت و شغله الشاغل بنات خلق الله يا يكلمهم بالجوال يا يتفرج عليهم في التلفزيون ، و إذا سمع الأذان قام توضى و صلى ... و الأدهى و الأمر إنك إذا سألته يقولك ((أهممم شي الصلاة .. بعد كذا إخرب براحتك .. إن ربك غفور رحيم)) .
سمعت مره واحد من الشباب من هذا النوع ينصح مجموعة من الشباب و يحثهم على الصلاة .. يقولهم : ((شوفوني قدامكم .. ندشر سوى .. و نصيع سوى .. بس أهم شي الصلاة ، أصلي بعدين أدشر براحتي)) يا عيني على النصائح .. بوركت .
و نفس الشي .. حتى هذا النوع إلى اليوم ماني قادر أفهم .. هل كلامه صح و لا لا ؟ هل تنفع صلاة بدون أخلاق ؟
أفيدوني أثابكم الله .. مين فيهم الصح ؟ أو على الأقل مين فيهم الأصح ؟؟
أذكر يوم كنت ورعاً صغيراً كان واحد من خيلاني يحرص يأخذني أنا و باقي الوراعين من عائلتي للمسجد في كل صلاة .. و أذكر إنه كان يصحينا صلاة الفجر أول مره بالصراخ و إلي ما يصحى يصحيه بالعقال ، إلين ما صرنا نصحى من قبل وقت الصلاه .. بس علشان نلحق نتدسدس في الحمامات الله يكرمكم أو فوق السطوح من كثر ما كرهنا في أوقات الصلاة .
و لي خاله الله يحفظها .. أعتبرها قدوة أي داعية أو شيخ في طريقة الخطاب الديني و الدعوي .. من 25 سنه إلى اليوم طريقتها في إنها توصينا بالصلاة وحدة ما تغيرت (الصلاة يا وليدي .. لو تحبني مثل ما أحبك قوم صلي) ، و سبحان من خلق و فرق .. كلهم من بطن واحد .
و نهاية إسمعوا فلسفة أخوكم الفقير إلى الله .. الفطحل (ما أدري هاذي الكلمة في موقعها و لا لا) .. الهزبر (كما حال سابقتها) ...
برأيي و العلم عند ربنا ... ربي أنعم علينا بنعمة الإسلام و الإسلام بنظري ما هو مجرد دين .. الإسلام أسلوب حياة ..
أسلوب حياة يعلمك اصغر تفاصيل حياتك .. كيف تسلم على الناس .. كيف تأكل .. قد إيش تأكل .. كيف تنام .. كيف تشرب .. كيف تكلم إلي أكبر منك .. حتى حقوق الحيوان علمنا إياها ديننا الحنيف .
الإسلام مو مجرد صلاة 5 مرات في اليوم أصليها بعد ما أكون صعت و دشرت و سويت إلي في رأسي .. الإسلام مو مجرد أخلاق كريمة .. الإسلام خلطه فيها الإثنين .. فرائض و شعائر و أخلاق و سلوك .. و وجود واحد من الجانبين بدون الثاني يعتبر زيه زي إلي على كرسي متحرك و يحاول يمشي بكفر واحد .. بيدور حول نفسه و ما بيوصل لمكان .
و في نفس الوقت لو ربي أنعم علينا بنعمة الإلتزام بتعاليم ديننا هذا ما يعطينا الحق إننا نعتبر نفسنا أفضل من غيرنا أو معصومين من الخطأ أو يعطينا حق الولايه على بقية خلق الله ، الدين النصيحة و ما في نصيحة تجي بالصوت العالي و السب و التكفير ، و يا ليت إلي نيته ينصح و يدعو للصلاة أو الطاعات بشكل عام يتذكر قول الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .
الزبدة :
- إذا ربي أنعم عليك بالأخلاق و زرع في قلبك خشيته .. يااااااا أخي صلي .. كلها على بعضها نص ساعة في اليوم ، محد قلك أقرى سورة البقرة في كل ركعه و لا أحد قلك صلاتك ما تنقبل إلا في المسجد .. بس يا أخي على الأقل صلي .
- و إذا ربي أنعم عليك بالإلتزام في صلاتك و عباداتك و لقيت واحد من معارفك مقصر .. لا تدخل في عينه و تسأله ((ليش ما تصلي ؟)) .. بيرد عليك برد بنفس دفاشة سؤالك ((مو شغلك)) ، خذها بسياسة و بأسلوب و لا تتوقع إنه سؤال بهاذي الدفاشة بيخليه يفكر ((إي و الله من جددددد ... ما عمره جا على بالي هذا السؤال .. خلاص خلاص .. ذحين أقوم أصلي)) .
- هاذي النقطة خاصة للأشخاص إلي حوالينهم بزارين .. المسؤولية كبيرة .. لازم تكون قدوة في الإلتزام بالصلاة و تحاول إنك تحببهم في الصلاة .. بس بأسلوب ، لا تصير زي خالي الله يذكره بالخير .. خلى ظهري و لا دفاتر الإنجليزي من كثر التسطير بالعقال .
- قال الله تعالى : (إنَّ الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) .. فيا كابتن يا أبو (صلي و بعدين أخرب براحتك) .. تذكر هاذي الآيه بعد ما تصلي و تستغفر ربك قبل ما تقوم لخرابك و دشرتك .
... عجبي .
15 التعليقات:
t8"
موضوعك مهم جداا.. بس في صنف أخر مااذكرته.. هو الي يحث الناس ويأمرهم بالصلاه وهو نفسه مايصلي ولاحول الدنيا هذا وش نقول عنه ؟
وبالنسبه للي دااشر ويهتم للصلاه اتوقع مايبي حياته كلها تكون معااصي × معااصي يعني لازم يكون في شيئ كويس صح ولا ؟
كل واحد فينا مقصر في جانب من جوانب الدين في الي مقصر في الصلاه وفي الي مقصر في زكاته في الي بر الوالدين..الخ الخ
اماا البزارين ههههه وش اقول وش اخلي ودي اعرف وش تستفيد لما تستقوي على بزر وتستعمل معاه اسلوب الترهيب والتخويف ؟ بالعكس كذا بيصير يكره الصلاه زي ماصار معاك ...الاطفال بالذات يبيلهم معامله خاصه .
الله يهدي الجميع ويعطيك العافيه وفعلا عجبي : )
الله يهدينا و يثبت قلوبنا على دينه.
من عظمة هذا الدين انك تكسب الحسنات من حسن خلقك ولا تحتسب السيئات من مجرد النية مع عدم الاقدام عليها , الاسلام بسيط سهل عظيم دعك من المعسرين >>الاسلام والكفر بينهما صلاة تؤديها أو لا تؤديها ...كما توقعتها تدوينه رائعه وجامعه الوجهين للأمر ووجهة نظرك .. يعني يا صاحب الفطرة السليمة أنت قرر !! ^_^يعطيك العافيه ..
تدينة رائعة تكلمت أنت فيها عن عدة أشياء لدرجة اني أحترت لما بدأت اكتب تعليقي ,على أي جزء اعلق لكن بعلق على
الكابتن أبو "صلي و بعدين أخرب براحتك" يمكن أنه ترك باب مفتوح بينه وبين الله , يعني مثل ما قالـ Ferrari "مايبي حياته كلها تكون معااصي × معااصي"
وهنا تذكرت قصة للأمام أحمد بن حنبل رحمه الله
"كنت أسير في طريقي فإذا بقاطع طريق يسرق الناس ، ورأيت نفس الشخص يصلي في المسجد، فذهبت إليه وقلت : هذه المعاملة لا تليق بالمولى تبارك وتعالى، ولن يقبل الله منك هذه الصلاة وتلك أعمالك...
فقال السارق: يا إمام، بيني وبين الله أبواب كثيرة مغلقة،
فأحببت أن أترك بابا ًواحدا ًمفتوحا ً.
بعدها بأشهر قليلة ذهبت لأداء فريضة الحج، وفي أثناء طوافي
رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة
يقول : تبت إليك.. ارحمني.. لن أعود إلى معصيتك..
فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه،
فوجدته لص الأمس فقلت في نفسي :
" ترك بابا ًمفتوحا ً ففتح الله له كل الأبواب"
مهما كان المفروض ما تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل عشان تقدر ترجع له ,فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابا ً.
حتى لو كنت عاصيا ًوتقترف معاصيَ كثيرة ، أحيانا العاصي أفضل من الغافل لان العاصي يعرف أنه يعصي الله ويحلم بالتوبة أما الغافل يعتقد أنه لا يخطئ في أي شيء وان الذي يسويه هو أفضل عبادة
و الله ممكن أخوي فيراري .. تفسيرك فيه منطقية و الأخت إيناس فصلت في الموضوع و فعلاً أفحمتني .
و البزارين .. آه يالبزارين .. كانت طفوله مليئه بالتشحيط و التمحيط .. بس بصراحه الواحد تعلم الإحترام حتى لو كان بالقوة ، ما أقصد بكلامي إنه الأسلوب صح بس أقصد إننا تعلمنا ((غصب)) و أعني الكلمة حرفياً ((غصصصب)) إنني ننضرب و نأكل تبن و نسكت و نحترم إلي ضربنا .. مو زي عيال هاليومين إذا كح في وجهه واحد من أقاربه رد عليه ((أبوووويه ما كح في وجهي تجي إنت تسويها !!!!)) .
دخلت في موضوع ثاني الظاهر ... ربي يسعدك على إضافتك الرائعه و فعلاً فتحتلي مداركي على وجهة نظر كانت غايبه عني تقريباً .
أخوك عبدالله
اللهم آمين أختي نسيم .. شرفتي الملاحظة .
أتمنى دائماً ملاحظاتي تكون عند حسن توقعك أختي ساره (على فكرة إسم "ساره" يكتب بالتاء المربوطه و لا الهاء ؟) .
و عبارة (الإسلام دين يسر) عبارة جامعة و شاملة مثل ما ذكرتي بس الواحد لازم ينتبه من البعض إلي يستخدمها كعذر لكل شي .. مهما سوى يقولك (الإسلام دين يسر) يعني يستخدم هالجمله كمرادف لعبارة (مشي حالك .. حالك يمشي) .
الله يعافيكي .. و لا عدمنا إضافاتك الجميلة .
أخت إيناس ... في بالي فكرة إن شاء الله بأنفذها مستقبلا في المدونة و هي جائزة أو وسام لأفضل رد على كل ملاحظة .. صدقيني لو كانت هاذي الفكرة مطبقة الآن ما أتوقع كنت بألقى أبلغ من ردك إستحقاقاً لها .
أفحمتيني و فتحتي عيوني على وجهة نظر ما كانت تخطر على بالي ... أكتفي بإني أرفعلك العقال إحتراماً "مع إني ما أحب ألبس الشماغ".
تشرفت بقراءة ردك
طبعاً ردي لا يجدم ولا يأخر
ونفس التساؤلات تطرح ببالي ولليوم مدري إيش
إجابتها
لكني أتفق معاك بفلسفتك
و في نوع آخر أعرفه يمكن ما مر عليك ~
يصلي ويحافظ على صلواته
لكنه يقول كلنا بندخل النار
!!!!!
مادري
أقول هو قلة إيمان برب العالمين ولا قلة الوازع الديني ولا فاهمين الإسلام
غلط
هالأشخاص يبغي لك قعدة معاهم تفصفص أفكارهم اللي رسموها عن
الاسلام
يمكن وقتها تفهم هالتفكير اللي عندهم
والله يهدي الجميع إن شاء
الله
موضوع رائع أخوي
وبإنتظار كل جديدك
=)
يا أخي اختلف معك
يقول الإمام احمد بن حنبل اذا رأيت الرجل يصلي الصلاة في جماعة فدعه -اي لا تنهه عن منكر- فستنهاه صلاته يوماً...
حبيب قلبي... ابوعابد (حلوة المونة،، ها؟؟) لازم نوفق بين جانب إنه لازم النصيحة في البداية تكون بالكلمة الطيبة وبالحسنى لكن اذا أصر الشخص على ترك الصلاة فهنا تستخدم الشدة...لازم نتذكر يا غالي إنه (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)
ياه يا عبدالله ... والله الموضوع هذا يشغل بالي بطريقة ما تتصورها
من جد أحس بالكآبة لما ألاقي أحد أخلاق وما يصلي، وبالخوف على أصدقائي الأخلاق وال يصلوا بس بيئتهم وأهلهم موكذا، أخاف يخربوا عليهم في يوم ..
لو كنت باختار، كنت اخترت أكون أخلاق بس ما أصلي، لأني وقتها عارف اني غلطان، ومنتظر اللحظة الي انصرف للعبادة فيها من أجل العبادة، مو مجرّد تخليض من الإحساس بالذنب
النموذج الثاني تبع ادشر بعد الصّلاة سيء لأنه خلّص نفسه من الاحساس بالتقصير والنقيصة الدينية وأعطى نفسه مساحة راحة في ارتكاب المعصية، وكأن صلاته ذريعة لأعماله الثانية ومخفف لها، ومعناته هو ما اقتنع بالهدف منها والحكمة فيها ولا تأثر فيها، إذن هو في الواقع بيمثل على نفسه وعلى الناس والصلاة شاهد ..
قلت كل شي يا أخ عبدالله، الله يجزاك عن كل حرف أجر وخير .. بغض النظر عن كل شي، تحس بالحزن الشديد لما تلاقي انسان كويس وناقصه فريضة اسلاميه، لأنك فعلاً تتمناله كل خير وسعاده في الدنيا ويعز عليك تشوفه كذا وماتقدر تسويله شي .
مره جميله التدوينه هاذي حبيتها ربنا يسعدك ويثبتك يارب ..
حقيقة انا اول مره اسمع هاذي اسبقني وانا الحقك لكن قد سمعت هاذي كثير " لسى ماقامت الصلاه " الي بس ناقص انه المؤذن ينادي كل واحد بإسمه يعني اصلا مسافه الطريق للمسجد مداها الصلاه قامت ! الله يهديهم ياارب ..
جزاك الله الف خير وجعلفه في ميزان حسناتك :)
إرسال تعليق