28‏/07‏/2011

أغاني و أغاني


 البارحة و في أول سويعات النهار و بينما أنا أشرب بيرتي (بدوايزر تفاح) على الريق .. و ألتهم ما تبقى من التراميسو الذي أخذته تيك أوي من المطعم الإيطالي الذي تعشينا فيه أنا و الوالدة أم عبدالله البارحه (الله يخلف عليها في هالعيال) تذكرت كلمات أغنية يرقص لها قلبي طرباً .. تغرد نجاة الصغيرة "و التي مره ما عادت صغيرة" من كلمات نزار قباني ...

متى ستعرف كم أهواك يا أملاً
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها
يا من تحديت في حبي له مدنـا
بحالهــا وسأمضي في تحديهـا
لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي
يـا قصة لست أدري مـا أسميها
أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا
وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا

رابط الأغنية من اليو تيوب لكييفة الطرب الأصيل

شغلت الأغنية و جلست أسمع بمزااااج و البسه تعض أصابيعي بكل رومانسية .. و أخذني المزاج و الجو و آلام العض و ما دريت إلا الساعة 8 إلا عشره .. فقمت جري جهزت نفسي و إنطلقت لدوامي ، و بعد ما دخلت مكتبي متأخر 10 دقايق و جابلي Mr. Migs الشاهي جلست أدندن كلمات الأغنية و مرت ببالي ذكريات أغاني و أغاني و أغاني ...



تذكرت أنغام يوم قالت ...

غريب .. أحس إني أعرفك من زمان
من قـبــل هـذا الــزمان .. بزمــــــان
مع إننا نلتقي للمره الأولى .. غريب
حـنيـن يشدنـي لــعيونك السمـره ..
حنين إلي قضى عمره .. عن أوطانه .. غريب

و كاظم في أحلى كلمات غزل مرت علي ..

قبل التعب ما يهدني .. سمعت صوت شدني
نـــــــاي .. في صوتها نـــــــاي
غنى و جرحني الشجن .. و دقات قلبي وقف (ن)
قالت : ((وش الوقت ؟))
ناظرت ليل عيونها .. و صبح الجبين
و مرت ثواني صمت .. مرت ثواني صمت
و قلت : ((الزمان إنتي .. إنتي الزمان إنتي .. و كوني إلي تبين))
و من يومها .. ما عاد أناظر ساعتي .. وش حاجتي !!؟؟
وش حاجتي أعد الزمان .. و هيه الزمان الجاي

و ذكرى يوم تغني عن موضوع ملاحظتنا ..

في أغاني قديمة ..
صوت .. و كلام .. و لحن ..
تبحر فينا .. تأخذنا برحلة عكس الزمن
توصلنا .. لأول مره سمعناها ..
تذكرنا .. كنا فين .. و مع مين ..
تفاصيل إحنا عشناها
هنا .. قال (آه)
و هنا .. قال (الله)
و المقطع إلي بيجي .. هداني إياه
و هنا .. سرحت بعيد .. زلزلني بالتنهيد
لليوم أحس بلمسته .. ما فارقت هالإيد
و البيت هذا .. غافلنا و لا سمعناه
أكيد إنا كنا في دنيا غير الدنيا .. أنا وياه
و قبل لا تخلص الغنوه .. توادعنا .. و تواعدنا ..
على نفس الوعد بكره
و جا بكره .. و لا جينا
ضيعنا عناوينه
... ياااا كبر الفرق ما بين حاضرنا .. و ماضينا

قالتها الله يرحمها ذكرى ((يا كبر الفرق ما بين حاضرنا و ماضينا)) ، إلي يحب يتابع جديد الأغاني يطلع الشارع الرئيسي في المدينة إلي هو فيها أو ما يسمى عادة بشارع الدجه و الدشره و يستممممتع بالسخافه على أصولها .
من أواخر الأغاني الضاربه هاذي اليومين حسب ما سمعت في شارع التحلية و الكورنيش عندنا هنا في جدة أغنية ما أعرف إسم مغنيها و لا بأعرفه بس تقول كلماتها ..

قلب قلب وين وين .. غايب عليه يومين
لا تغيب أكثر حبيبي أخاف أموت من الحنين
بس بس .. بس بس .. بس بس ميو

لا يا شيخ ؟ بس بس ميو !! و عادي يعني ؟ طيب بيني و بينك .. مين فتن عليه و قالك إنه عندي بسه ؟
و لا فيروز الألفية الجديدة مريام فارس يوم تغني خليجي ..

خلاني راح عني و نساني و لا أدري .. قولولي ويش أسوي
على غفله صرت أحبه و أبي قربه و يبي قربي .. قولولي ويش أسوي

في أول جمله خلاها و هي ما تدري "يعني تركها في السر" سبحان الله و في الجمله إلي بعدها على طووول صار يبي قربها .. و السالفه مو بس سالفة كلمات ياااااااا عليها لهجة .. لو هاذي خليجية .. أنا ما أعرف عربي .

و غيرها الكثير من أمثال ..

كلن بدن نانا .. و النانا حيرانه
بدن نانا تحب تغار .. و يقولوا تروح المشوار

أي مشوار ؟ تكسي و لا باص معلمات ؟
و الأخ الحلواني إلي يقول ..


زلزال يخرب بيتك .. كيك و حلاوه في شكلك

و لا المغازلجي المنحرف إلي يقول ..

ماشي كدا كدا الحلو يتمخطر ..
ينقط منه الحلى و السكر
و يقولي أنا هلالي .. و مره نصراوي .. و يقولي أنا إتحادي .. و مره تمزح أهلاوي
هبلبي .. جنني .. خلاني أتبعثر

و لا اللبناني إلي ما يعرف عن لبنان غير مطعم المشاوي إلي جنب بيتهم يوم يقول ..

هذا إلي بيجنني .. شو بدو هذا ؟ (الجمله الأخيره باللبناني .. مع ملاحظة كلمة "هذا" بالذال)
فاصل من الغناء النيجيري (حرفياً)
قولوله بأنسى حبه إذا ما جابلي قلبه .. أنا أجيه لا صعبه
شو بدو هذا ؟

..... فعلاً ... شو بدو هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لمن سمعت هاذي العينات من الأغاني وقتها عرفت إنه معايه حق إني من أكثر من سنتين ما أسمع أغاني جديده إلا لقلة قليلة و مقفل مخي بقفل إني أسمع لأي مطرب جديد حتى لو كان عبدالحليم زمانه .

المشكله ما هي في الأغاني الهابطه حقت هاذي اليومين .. الأغاني الهابطه موجوده منذ فجر التاريخ .. بس المشكله في إنها صارت هي المسموعه و السائدة هاذي اليومين ، و برأيي الشخصي المتواضع إنه نوع الأغاني أو الفن بشكل عام إلي يتابعه و يهتم فيه مجتمع هو مرايه لثقافته و عقليته و تفكيره ، فيا حسره على ثقافتنا لو كانت أغاني من النوعيه الهابطه إلي ذكرت بعض أمثلتها هي مرايتها .. نكسر المرايه أحسن .

بحكم إنه لي أخ في سن الشباب و أحتك ببعض الزملاء الصغار في العمر (من 18 إلى 22 سنه) حاولت كثير أعرف سبب إختلاف ذوقهم عن ذوقي أو ذوق الأكثرية من شباب جيلي (جيل التسعينات .. تراني لسه 27 سنه ماني شايب) و ما قدرت أوصل إلا لإستنتاج واحد و ما أستغنى عن رأيكم سواء بتصحيح معلوماتي أو تأكيدها ...

في أيامنا كان فيه وقت و كانت الأمور أبطأ شوي من ذحين و خياراتنا كانت محدوده ، فتلقى الواحد لو عنده شريط مسجل يجلس يسمعه إلين ما ينمسح من كثر ما يشغله لدرجة إنه محاولة صيانة الشريط سواء "بالنفخ" أو "التخبيط" أو "اللف بمرسام" ما تجيب نتيجه فيحفظ الكلمات و يفهم الأغنيه و يفصفصها و هاذي تساعد في إنه الواحد في المستقبل يحكم على الأغاني الجيدة و السيئة بناء على إلي كان يسمعه .. و غير كذا فييين و فييين لمن الواحد يشتريله شريط مسجل .. فإذا الواحد راح يشتري مااا يأخذ إلا أحسسسن شي و يكون سمع كل أغاني الشريط قبل كذا في الراديو و هو رايح و جاي من المدرسة .

أما ذحين جيل البوكيمون ما عنده وقت .. ما يسمع الأغنيه أكثر من مرتين و يكون و هو يسمعها فاتح التويتر و الفيس بوك و أربع مواقع و ماسك البلاك بيري فأي تركيز و أي إستمتاع ؟؟ و أحب أستلف جملة يستخدمها واحد من الشباب علشان أوصف حال هذا الجيل في سماع الأغاني "الشغله كلها سلق بيض".

مره قلت لأخويه .. أسمع أغنية كاظم (أنا و ليلى) .. سألته بعد أسبوع سمعتها و لا لا .. قالي : ((سمعت شويه .. ما عجبتني ، طويلة)) أجل هذا لو قلتله أسمع قارئة الفنجان حقت عبدالحليم ولا الأطلال لأم كلثوم كان إيش بيسوي ؟ بيضربني ؟ و لا بيتهمني بالفراغ العاطفي ؟ و أي طويلة يا كابتن .. يعني مررره مقطعك سوق الأسهم و لا شغال موظف إستقبال في الصباح و سكيورتي بعد العصر و لا مشاكل العيال و المدام شاغله تفكيرك .. ما وراك إلا الدجه و ريال مدريد و البلاك بيري .

و لا واحد من الزملاء في العمل يعرفني لي مزاج في الأغاني .. جاني مره يكلمني و صوته ينقط رومانسيه (الله يقرف شيطانه)..

هو : أبو عابد .. مودي اليوم أغاني رومانسيه .. أديني كذا أسامي كم أغنيه على ذوقك .
أنا : إسمع ... ((و عطيته لسته طول بعرض مقسمه بين أصاله .. كاظم .. الرويشد .. أنغام .. إلخ)).
هو : "بعدها بشوي" أبو عابد .. إيش دا ؟ هادي أغاني ؟
أنا : لا .. كتب صوتيه ، خير إن شاء الله .. إشبها ؟
هو : بياخه .. لا لحن و لا صوت زي الناس .. كلها مضروبه
أنا : طيب حبيبي .. قولي .. مين مطربينك المفضلين ؟
هو : جوزيف عطيه .. شمس .. منى امرشا (مدري كتبت إسمها صح و لا لا).
أنا : أقولك .. ذحين بأرسل إي ميل للموارد البشرية يعطوك إنذار يكتبوا عليه (إنذار خطي للإضرار بأمن المجتمع و تشويه الذوق العام).

الزبدة :
  • القاعده مو (القديم أحلى من الجديد) القاعده هي إن الأغنيه (صوت - كلام - لحن) فسواء كانت الأغنيه جديدة أو قديمه لو ما تميزت في هاذي النواحي .. فهي سيئة .
  • ما ألوم هذا الجيل لأنه ما يعرف يفرق بين (الضمه) و حرف (الواو) .. على قولة المثل البوليفي "Garbage IN, garbage OUT" يعني بالمفتشري "إذا المدخلات سيئة .. أكيد المخرجات سيئة" فلا تتوقع من واحد يسمع أغاني كلها عربي مكسر و ما لها معنى و لا فيها منطق إنه يعرف يستخدم لغته زي الناس أو يعبر عن نفسه .
  • مدام فيه ناس تدعم الفن الهابط بالمتابعه أكيد بيستمر في الإنتشار .
  • دعواتكم إنه في هاذي الأيام الفضيله ربي يتوب علينا من الأغاني مره وحده .
.... عجبي