الجميع يهمه تكوين فرص عمل أكبر للمواطنين .. إستبدال الوافدين بالمواطنين .. تدريب المواطنين .. تأهيلهم لتولي مناصب قيادية ، لكن في نفس الوقت أتوقع إن الجميع يتفق إن الموضوع هذا ما يصير في يوم و ليلة خاصة إننا كدولة - و قد يعم هذا الكلام باقي دول الخليج - حالياً نعتمد على الوافدين بشكل كبير و التفكير في إستبدالهم أو الإستغناء عنهم بشكل فوري أو بدون خطط طويلة الأجل ممكن يأثر علينا كمجتمع بشكل كبير .
أسمحولي أركز في هذه الملاحظة على الشركات بشكل خاص و سلوكها في إستقطاب و إستخدام الوافدين ..
حكومتنا الله يعطيها العافية ما قصرت .. سووا نطاقات .. قللوا مدة تجديد الإقامات .. قللوا عدد التأشيرات هذا كله مجهود في الإتجاه الصحيح ، لكن الحل برأيي هو في معالجة أصل المشكلة .. ليش نحتاج نزيد عدد الأجانب من الأساس ؟ و إذا نحتاج نزيد عددهم .. ليش نخصصلهم هاذي الميزانيات الضخمة ؟
حسب فهمي .. مبدء إستقدام الأجنبي هو (لعدم توفر الخبرات و المهارات المطلوبة في المواطنين فيضطر صاحب العمل لإستقطابها من الخارج) و بناء على هذا المبدء إرتفاع تكلفة هاذي الخبرات و المهارات مبرَرَ و مقنع ، لا بد أن تكون المميزات مغرية لأصحاب المهارات حتى ينتقل من بلده ، السؤال هنا .. هل يتم تحديد هاذي المميزات بعد دراسة للبيئة و البلد الموجودين فيها أصحاب هاذي الخبرات أو بناء فقط على دراسة بيئتنا المحلية ؟
مثال ...
مديري سابقاً .. هندي الجنسية ، يوم جابته الشركة من الهند كانت خبرته 12 سنة و له سجل نجاحات رائع و مسؤول عن أكثر من 4 آلاف موظف .. كم كان راتبه في الهند ؟ 5000 ريال سعودي ... بكم وظفته الشركة ؟ وظفته براتب 25000 ريال طبعاً بالإضافة للتذاكر السنوية و السكن و المكافئات.
مو كان أولى لو إن الشركة درست وضعه و مميزات وظيفته في بلده و بناء عليه قدمتله عرض الوظيفة بدل ما تدرس مميزات الوظيفة الشاغرة عندها و تقدم العرض الوظيفي بناء على الوظائف المماثلة داخلياً ؟
هل كان بيرفض لو قدمتله الشركة عرض براتب 15000 ؟ بعد سنة ما بيطلب زيادة ؟ ما كان أولى إني أقلل تكلفته و أستفيد من باقي المبلغ في توظيف مواطنين حديثين تخرج أو حتى مواطنين بخبرة متوسطة ؟
عندنا في المكتب 3 عمال من الجنسية الفلبينية للشاهي و القهوة و النظافة .. راتب الواحد فيهم 1200 ريال بالإضافة للسكن .. مؤهلاتهم :
الثاني : بكالوريوس قانون إجرامي (Criminology) .
الثالث : دبلوم برمجة .
قبل فترة كنت أتكلم مع مدير قسم تقنية المعلومات في الشركة و بلغني إنهم في صدد توظيف مبرمجين و إشتكى من إرتفاع رواتب المبرمجين السعوديين أصحاب الخبرة و ذكرلي إنهم ناويين يوظفوا 2 من الخارج و الميزانية تقريباً 8000 ريال للمبرمج الواحد ، تذكرت العمال الموجودين عندنا و بلغته إن 2 منهم تخصصهم برمجة و حتى لو ما كانوا مناسبين 100% يقدر يستغلهم بزيادة راتب بسيطة و يستغنى على الأقل عن إستقدام واحد من الخارج ، يعني يوظف 2 من العمال و يستقدم 1 بدل 2 ، رحب بالفكرة و قالي إنه بيدرس الموضوع .
بعد أسبوعين دخل مدير القسم مكتبي و عرفني على المبرمجين إلي تم إستقدامهم من أحد الدول العربية ، سألته بعدها عن سبب عدم إستخدام أحد من العمال .. تعذر بإنهم حالياً على رأس العمل و ما يعرفوا عربي .
يعني حالياً إجمالي رواتب المبرمجين الموجودين عنده (8000+8000) 16000 ريال .. مع إنه لو زاد راتب العمال و إستخدمهم عنده و إستقدم مبرمج واحد بس "بخبرة أكبر و بحكم إنه يعرف عربي" كان الإجمالي بيصير (2000+2000+8000) 12000 ريال .. يعني الفرق 4000 ريال كان ممكن تستفيد منها الشركة في توظيف مواطن .
و المضحك المبكي .. إنه بعد أقل من أسبوع من إستقدام المبرمجين جاني واحد زميلهم في قسم تقنية المعلومات يشتكي من واحد منهم .. يقول إنه سأله عن تاريخ نزول الرواتب و نظام الزيادات في الشركة .. يأخي كمل شهر في الوظيفة على الأقل بعدين أسأل .
و نهاية .. النقطة الأخيرة إلي تكلمت عنها و المتعلقة بالعمال و الإستفادة منهم بنقلهم لوظيفة أخرى بما إن مؤهلاتهم الدراسية تسمح هو مبدأ معروف و موصى بإستخدامه في كل دول العالم - و يمكن حتى الكواكب الأخرى - و يعرف بمسمى (التوظيف الداخلي) أو من اليسار لليمين (Internal Recruitment) و هو بإختصار : الإعلان عن الوظائف الشاغرة داخل المنشئة و إعطاء الأفضلية للموظفين الحاليين لشغلها قبل عرضها خارجياً ، و من أهم مميزاته :
- أرخص ، بحكم إن زيادة نسبة معقولة على الراتب الحالي تعتبر كافية للموظف .
- يزيد من ولاء الموظفين ، بما إنه بيشعر بالتقدير و توفر الفرص و الإهتمام به في شركته الحالية .
- أسرع ، لعدم حاجته لإجرائات توظيف طويلة و معقدة و يعتبر مجرد نقل داخلي .
- أقل خطورة ، لأن الموظف عارف البيئة و المكان و الأشخاص و خطورة تركه للعمل خلال الفترة الأولى في الوظيفة أقل .
- و أهم نقطة و تتعلق ببيئتنا خاصة .. الحاجة لإستقدام المزيد من الأجانب بتقل بشكل كبير و المبالغ التي تصرف عليهم بتقل بشكل أكبر و هذا يتيح المجال لإستخدام المبالغ المدخرة في توظيف أو تحسين أوضاع المواطنين .
الزبدة :
- لا بد إن الشركات قبل ما تستقدم .. تبحث داخلياً يمكن تلقى مواطن عنده المؤهلات المطلوبة .. أو على الأقل أجنبي مؤهل و موجود عندها بدل ما تزيد عدد الوافدين و هي ما هي محتاجه.
- إذا كان ما في حل غير الإستقدام .. لازم إن الشركات تدرس مميزات الوظيفة الشاغرة في البلد إلي ترغب في الإستقدام منها و تجهز العرض الوظيفي بناء عليها .
- أساس الشركات و أهم مواردها الأفراد .. و للحصول على الأفضل لا بد من وجود قسم توظيف قوي و قادر على البحث و الإستقطاب .. و في الأغلب قوة قسم التوظيف تتناسب عكسياً مع عدد الوافدين و مجموع الرواتب .
7 التعليقات:
يعطيك العافية على الموضوع الرائع
الحل هو تنمية الموارد البشريه التي تركز على الافراد باعتبارهم السند الاول لااقتصاد الدوله وتاهيلهم ل
هلا هلا صباح الخيرات ....
دائماً استاذ ليش كل ما زادت نسبة السعودة زاد في المقابل عدد الوافدين ..!
اتاري الكفة غير متساوية أبدا
وزي ما فهمت من كتابتك هناك ان الموضوع كله سببه سوء إدارة ..
المفروض يكون في قوانين صارمة من دي الناحية بما ان الإدارات عندنا تفتقد لبعد النظر والكفاءة المطلوبة ... ان مايتم استقدام عمالة الا لمن تقفل كل أبواب شغل هرة الوظيفة بمواطن سعودي وان يكون الوافد مؤهل لهذة الوظيفة يعني مثلا....
بكالوريوس برمجة دا ما ينفع يكون عامل يزبط مزاج الموظفين الصبح بفنجان شاي او قهوة تركي
ودبلوم برمجة مكانة مكتب استشارات قانونية ...
في خلل في شركة تطلب عمالة وفي جهات مدققة في حقيقة الطلبات وتناسبها الطردي مع الوظيفة المراد شغرها بعامل....
لمن يكون الوضع بالشكل دا ضروري يكون في قوانين وجهات مختصة تدقق ف الطلبات وحقيقتها هل فعلا هما محتاجين عامل ولا مبرمج بفيزة عامل عشان الراتب اقل ...
تبغا الحق أوقات احس ان ورا الموضوع دا مؤامرة تجاه السعوديين وفكرة سعودة الوظائف خصوصا ان كل ماشفتbmw لقيت السائق لبناني ... لكن!!!!
الظاهر الموضوع كلة على بعضة مجرد غباء في إدارة اهم إدارة في اي شركة ...
كالعادة هرجت كتير ... نهارك سعيد يارب :)
حلو الموضوع والله بس عجبتني فكره التوظيف الداخلي ... احس فيها نوع من الحماس لو تطبقت في الشركات او حتى في القطاع العام راح يكون فيه شغل واثبات للقدرات عند اي موظف .. يعطيك العافيه ...
وصباحك خير
موضوع شيق استاذ عبدالله .. انا مع التوظيف الداخلي وبقوه حتى لو ما توفرت الكفاءه 100%
لكن للأسف معظم الموظفين يوم تعطيهم مهام جديدة و تختبرهم قبل لا ترقيهم وتزودهم يفكرون انها استغلال ويقول لك اعطوني شغل زياده بدون ما يغيرون لي راتبي .. ما يفكر بأنه لو اثبت نفسي في المهمه الجديده بيكون لي وضع احسن .
استمر وشكراً لك
من جد كلام سليم 100%
صراحة فكرة جهنية ... وتدوينة آسرة بس خانك التعبير في عنوان التدوينة" اعادة تدوير الوافدين "
اخي عبدالله اعتقد ان المشكله الاساسيه هنا عدم تفعيل دور قسم شؤن الموظفين فعليا و اقتصاره علي مهام تمثل ١٠٪ من المهام الفعليه له بينما يبقي اتخاذ القرار و اقرار الخطط حكر علي الإدارة العليا اللي رؤيتها بعيده نوعا ما عن الواقع الفعلي في المؤسسات .
بس ما نقول إلا يارب تتطبق الموظيفه دي بطريقه فعليه.
إرسال تعليق