قرأت قبل كم يوم تدوينه للأخت هتون قاضي بعنوان "أهجدوا يا بزورة" تتكلم فيها عن الفرق بين سلوك عيالنا و سلوك عيالهم (الفرنجه) ، و جت على بالي التدوينه صباح ثاني يوم و أنا أقربع قهوتي الصباحية (القهوه من إعداد و تقديم "يوليسيس") تذكرت كيف كانت طفولتي مليئة بالدلاخات البريئه و كيف كان الوالد الله يحفظه يتفاعل مع الموضوع ... و فجأه .. خطرتلي فكرة هاذي الملاحظة .
قبل فتره يحكينا واحد من الزملاء عن ولده إلي عمره تقريباً 6 سنوات .. يقول إنه تأخر في النوم فتأخر على موعد مدرسة الولد .. جا الولد يصحيه و لمن صحي فرصعله الولد و قاله "يالله يا بابا .. المدرسه .. إنت عبيط يا بابا !!؟"، أول ما خلص قصته تذكرت كيف كنت أسحب رجولي تسحيب و أنا أمشي قدام باب غرفة أبوي و هو يأخذ غفوة العصريه و قد إيش كنت أخاف منه و يوقف شعر سكسوكتي "وسعتها شويه في هرجة السكسوكه" إذا فرصعلي بعيونه .
ما كانت المسأله مسألة خوف بقدر ما هي مسألة هيبه و إحترام .. ما أنكر إنه الواحد كان يأكل علقه محترمه بين الفينة و الأخرى بس ما عمري حسيت إنه الخوف هو سبب الإحترام .
كنت أنا و كل أبناء جيلي من أقاربي نحسب ألف حساب لزعل أبونا أو أمنا .. نبوس رأسهم مرتين في اليوم زي المضاد الحيوي صباح و ليل .. ما نجلس قبل ما يجلسوا .. ما نكسر كلمتهم ، كانت فيه شده في التربيه .. بس الحمدلله جابت نتيجه .
عيال اليومين هاذي ماشين على مبدأ يونس شلبي الله يرحمه "إنته مش أبويه .. إحنا عيال مع بعض" و أكبر مثال على هذا الكلام .. قصه يحكينا إياها واحد من زملائنا الكبار في السن عن موقف صار بينه و بين أصغر أولاده (الولد عمره 7 سنوات) .. و إسمحولي أنقلكم إياها حرفياً ..
الولد : يبه .. وراك شايل ذا العصا ؟
الأب : علشان أكسرها على ظهرك
الولد : تخسي
الأب : و النعم و الله بالشيخ
يونس شلبي و أبوه .. عيال مع بعض
أهل الوالده ساكنين في عمارتين جنب بعض .. و طول السبعه و عشرين سنه إلي فاتت عمري ما سمعت إنهم دخلوا سمك لأي شقه من شقق هاذي العمارتين و هذا كله إحتراماً لجدي لأنه ما يطيق ريحة السمك .. فكانت فيه هبقات متعارف عليها في العائله إسمها (هبقات السمك) و يجتمع فيها مدمني السمك من خيلاني و خالاتي و عيالهم و عيال عيالهم و يهربوا إلى أحد مطاعم ثول أو ذهبان علشان يتعاطوا الجرعه .
كانت تربية الأجيال السابقة أشد من تربية الوقت الحالي و أحياناً خاليه من العواطف و التواصل الصحي بين الأبناء و والديهم و مع ذلك كانوا قمه في البر و الإحترام .
أما جيلنا فبرغم كل كتب علم نفس الأطفال و التربيه الحديثه و الأفلام هاذي كلها في الأخير بدل ما الوالدين يربوا عيالهم .. صارت مسألة التربيه بإتجاهين .. الأهل يربوا العيال .. و العيال يربوا أهاليهم .
يشتكيلنا زميل ثالث من ولده إلي عمره 5 سنوات .. يقول إن الولد ما يحب أمه مع إنها تحاول بكل الطرق تتقرب منه ، إذا تضاربت الأم مع الولد .. يروح الولد عند أبوه و يقوله "أنا ما أحب ماما .. خليها تروح تجلس عند جده" .
أول ما قال قصته تذكرت كم مره أمي حرقت دمي و أنا صغير .. كانت إذا زعلت تبطل تكلمني أو حتى تطالع فيني و أنا أصير زي المجنون .. أمسك في رجولها و أترجاها و أحاول أسألها أسئله علشان أستدرجها ترد .. كانت حركه غير قانونيه من أمي و عليها كرت أصفر بس كانت تجيب نتيجه .
و أخيراً .. أختم بقصه إيجابيه هادفه عن طفولتي البريئه ..
أبويه كان معلمني إني أكون ذوق مع الناس و أعزمهم و من هاذي الحركات ، مره كنا مستعدين نطلع البحر و قبل ما نطلع من البيت دق الباب و طلع إن إلي دق الباب خال أبويه جا يتكي عندنا و يشرب مع أبويه كاسة شاهي ، دخله الوالد الصالون و قالي أجلس مع أمي شويه إلين ما يروح ضيفه بعدين بنروح البحر .
بعدها بخمسه دقايق دخلت عليهم الصالون و بكل براءه قلت لخال أبويه "عم محمد .. تفضل معانا .. بنروح البحر" .. الرجال خرج على طول و إعتذر من الوالد لأنه جا بدون إتصال .. و أنا تهزئت تهزيء ما يعلم به إلا ربنا .. و طبعاً يومها ما رحنا لا بر و لا بحر .. يقولولنا خليكم ذوق و مدري إيش و عزموا على الناس .. و بعدين يزعلوا إذا عزمنا أحد .
الزبده :
- برأيي .. إستنساخ جيلنا للكثير من أسس التربية من الغرب هي أساس المشكله ، شوفوا النتيجه .. هم عيالهم يتبروا منهم أول ما يصير عمرهم 18 سنه و مع ذلك برضنا مصرين إنهم صح !؟
- نحتاج بشده إننا نستعير من الأجيال السابقه بعض أساليبهم في التربيه .
- أخاف بكره يوقفونا عيالنا قدام الجدار و يخلونا نرفع رجل .
.. عجبي .
2 التعليقات:
مرااحب أخوي عبدالله ^^
أكثر ما يقهرني هالأيام اهو أطفال هالزمان
يا ربي وين احنا كنا و وين هم
لا أحترام للوالدين ويبغون كل شي على ذوقهم وعصبين لأقصى درجة
هذي وهم للحين صغار وجذي الله يعين لكبروا مادري شنو النتيجة بتكون
أتفق معاك بكل كلمة كتبتها ..
وبالنسبة لي أنا من زمان قايلة بربي عيالي إن شاء الله
بنفس طريقة تربيتي ~ ما أظنها غلط لو كانت غلط ما طلعنا صح ^_^
بس أكيد مع التواصل الودي بين الحين والفنية هع هذي اللي ما كان موجود في أيامنا
يعطيك العافية أخوي على الطرح
وبإنتظار كل جديدك
=)
جميله هالتدوينه .
بعدين المشكله واللي يقهر من جد تجي تكلم طفل بكل ادب ويرد عليك بكلام مال امه وابوه اي داعي في الحياه وودك بس تمسك الولد وتصفقه لين يقول امين .. بس تسوي نفسك حنون على الاطفال .:)
فرق بيننا وبينهم ... هما انخلقوا في زمن الثوره في كل شيء .فتره القيلوله عند الاهل على عهدنا كانت مقدسه الكل كان يلتزم الصمت .عقاب امك لك زمان الحين مايجيب نتيجة الا بالعكس مع السلامه احسن ماتكلمني بالتالي ماراح تقول ذاكر,, فرش اسنانك ،، حل واجباتك .. و عدد من ذي الامور .بس العتب على ايام زمان ان الاب والام ماكانوا يتواصلون مع عيالهم زي الحين .. كان فيه وصلة مفقوده .وكلامك ابد ماعليه غبار ... وعلى قول الاخت awoosha راح اربى عيالي في المستقبل زي ما انا تربيت مع مراعاة ان الشيء اللي موجود في عهدي الحين ماراح يكون في عهدهم . وسلام
إرسال تعليق