"النجاح هو أن تحصل على ما تريده" -دايل كارنيجي
طالعت فيه بحزن .. كنا نتكلم عن العمل و مميزات الوظيفة و عرفت في سياق الحديث إن راتبه أقل من ثلث راتبي .. و عمره ضعف عمري .. و عنده 4 أولاد .. و زوجة .. و شغالة .. و سواق ، و ما تجي نهاية الشهر إلا و هو و زوجته صارفين كل راتبهم و ما يجمعوا منه و لا ريال ، من محبتي له بدأت أنصحة و أحفزه يتعلم شي جديد و يطور نفسه في العمل و يشتغل على قدراته العملية علشان يحسّن دخله و يكون سعيد أكثر في حياته و هو يرد "يا رجال مشي حالك" ، و ترك مكتبي هرباً من فلسفتي إلّي يمكن تعتبر محبطة بالنسبة له لكنها بوجهة نظري واقعية و لازم يواجهها .
بعد كم يوم جاني المكتب و كان يحكي لي عن مغامراته هو و أولاده في إجازة اليوم الوطني .. السعادة كانت واضحة في عيونه لدرجة أجبرتني أعيد التفكير في منظوري للسعادة .
كانت عندي عادة أنا و أعز أصدقائي أيام المتوسطة .. أنا أخرج من البيت على أساس إني رايح عنده و هو يخرج من بيته على أساس إنه جاي عندي .. نتقابل عند مواقف النقل الجماعي و نأخذ باص بـ10 ريال لمكة نجلس هناك و نتمشى عند الحرم و نأكل شاورما و نأخذ باص مرة ثانية لجدة ، مرة من المرات و إحنا في الباص لمكة كان جالس قدامنا عامل نظافة .. من خلال كلامنا معاه عرفنا إنه ترك أهله و جا من بنقلاديش للسعودية و وافق يشتغل 12 ساعة يومياً ينظف و يكنس الشوارع مو علشان الراتب الضعيف لكن علشان يقدر يروح مكة مرة في الأسبوع يأخذ عمره .. كان شايف إنه أكثر شي يقدر يفيد فيه أهله هو إنه يدعيلهم أسبوعياً عند الكعبة .. برغم إننا كنا أطفال لكن أثار إستغرابنا حجم السعادة الواضحة في إبتسامته .