13‏/11‏/2012

قصتي القصيرة .. جداً في عالم الأعمال


منذ سفري للمرة الأولى لدبي و أنا معجب جداً بطريقة تسويقهم للبلد و معالمها بصناعة المجسمات التذكارية و توفيرها في جميع المولات و تكلمت عن إعجابي هذا في ملاحظة سابقة ، و من هاذي المجسمات التذكارية مجسم برج العرب .. برج خليفة .. ميدان الساعة .. و غيرها ، أعجبتني الفكرة جداً لدرجة إني قررت أطبقها كمشروع تجاري .
و بحكم إن جدة هي المعبر الرئيسي للحجاج و زوار الحرمين على مدار السنة و من أهم المناطق السياحية في البلد فالبيئة خصبة جداً لمثل هذا المشروع ، و أنا لو كنت زائر للمملكة بيهمني أشتري تذكارات لهاذي المدينة خاصة إن فيها معالم جميلة ، من هاذي المعالم على سبيل المثال ..


نافورة جدة

ميدان الكرة الأرضية

ميدان الفلك

هذا الميدان إلي ما أعرف إسمه ..

ميدان الدراجة

تواصلت مع مصانع في الصين و أعطيتهم بعض الصور للمعالم إلي أحب أصنّع منها تذكارات و إتفقت معاهم و إستقريت على سياسة تسويق و بيع و توزيع .. و ما بقي غير الإجراءات النظامية من فتح سجل تجاري و معرفة إجراءات التخليص الجمركي .. و خلافه .

رحت للجمارك أستفسر منهم عن إمكانية إستيراد هاذي الأشياء ..

أنا : لو سمحت .. أبغى أستورد مجسمات للمعالم السياحية إلّي موجودة عندنا .. هل هذا ممكن ؟
موظف الجمارك : هذا شي جديد علينا .. روح للمدير .

أنا : لو سمحت .. أبغى أستورد مجسمات للمعالم السياحية إلّي موجودة عندنا .. هل هذا ممكن .
مدير الجمارك : جديدة هاذي السالفة ... أممممممممم ... هاذي المعالم مملوكة لأمانة جدة .. روح خاطبهم ، بعدين إنت إشلك و إشل الكلام الفاضي هذا ؟! شوف شوف (طلعلي ألعاب أطفال) شوف هاذي ألعاب واحد مسويها في الصين ليش ما تسوي زيها أحسنلك من المجسمات إلي ما لها فايدة ؟!
أنا : (بنبرة تصريف) تصدق !! معاك حق .. يالله الله يجزاك خير .

توجهت لأمانة جدة علشان أستفسر عن الموضوع ، دخلت الأمانة و سألت موظف الإستقبال عن القسم المسؤول و وجهني لقسم العلاقات العامة و الإعلام ، توجهت لمكتب الدكتور مدير القسم ، بما إن الوقت كان بعد صلاة الظهر فسعادة الدكتور كان مروق و مريح و حاط رجوله على المكتب و جالس بالطاقية ..

أنا : آسف على إزعاجك يا دكتور بس حبيت أستفسر منك عن .... (حكيتله القصة) .
الدكتور : أمممممممم .. فكرة جديدة .. (و بعد تفكير طويل و عميق) هاذي المعالم هي "إهداء" لمحافظة جدة و علشان تستخدمها بشكل تجاري محتاج تأخذ موافقة خطية من الفنانين المصممين لهاذي المعالم و الذين قاموا بإهدائها للمحافظة .
أنا : طيب بحكم إنها مهداه للمحافظة هل فيه إمكانية تكون الموافقة من قبلكم ؟
الدكتور : ممكن هذا يدخلنا في ملابسات مالها داعي .. لا .
أنا : طيب يا دكتور هل من الممكن تساعدوني في التواصل مع مصممين هاذي المعالم .
الدكتور : لا .. مالنا علاقة .
أنا : طيب .. هل من الممكن إن الأمانة تتبنى الفكرة ؟ بحيث إني أكون منتج و موزع لهاذي المجسمات و متعاقد مع الأمانة ؟
الدكتور : إنت كمؤسسة ؟!؟! لا لا .. و بعدين إحنا إشلنا في الكلام الفاضي هذا !!

رجعت لعملي و مساء نفس اليوم رحت لمكتب تخليص جمركي حكيتله القصة ، و كان ملخص حواري مع المسؤول في المكتب إنه ممكن بكل بساطة يخرجلي هاذي البضاعة من الجمارك إذا "دهنت السير" بدون ما أحد يقول شي ، و بعد كذا أبيعها للمحلات بكل بساطة بما إن أغلب المحلات أساساً تبيع بضايع مقلدة غير مصرح بدخولها للبلد .

بعد هاذي الزيارة لمكتب التخليص الجمركي كنت بين ثلاث خيارات ..
  • إما أتبع الأنظمة .. أو بمعنى آخر أدخل دوامة لها بداية و ما لها نهاية بما إن بعض مصممين المعالم أجانب و البعض الآخر متوفين .
  • "أدهن السير" أو بالفصحى "أرشي" و أشتغل بطريقة غير نظامية .. و وقتها أكون مضطر أعيش مع فكرة إن مشروعي كله ممكن يكون حرام في حرام .
  • أنسى فكرة هذا المشروع و أدور عن فكرة ما تعتبر "كلام فاضي" برأي مدير الجمارك و مدير العلاقات العامة في الأمانة .

و قررت أختار الخيار الثالث و أنسى الفكرة .

الزبدة :
  • قد تكون صاحب فكرة "ريادية" و مفيدة للبلد ، لكن .. قد تعتبرها الجهات المسؤولة "كلام فاضي" و أكيد إنت ما تعرف أكثر من الحكومة ...
  • في السعودية إذا حبيت تصير ريادي .. خليك في الأكل و المشاريع إلّي تقدم خدمة .
  • إذا كنت حاب تبدأ مشروع يقدم "منتج" لا تتفلسف و تجيب فكرة جديدة و سوي زي ما خلق الله تسوي.. إفتح محل في شارع فلسطين و بيع جوالات.. أو إفتح محل في شارع صاري و بيع جزم.. أو إفتح محل في البلد و بيع فنايل و سراويل.
  • كل شي ممكن يمشي إذا "دهنت السير" .. و هذا يلغي كل ما سبق ذكره في الزبدة .

في الختام ..
إذا كنت من جدة و عندك فكرة مشروع برأس مال بسيط و ما يحتاج "دهن سير" يا ليت تفيدني فيها و ممكن نصير شركاء ، و إذا كنت مهتم بمتابعة المزيد من بربرتي الفاضية .. تابعني في تويتر ، تلقى الزر في أعلى الصفحة على اليمين .

.. عجبي .