ماسكه بيدها قارورة خمر و سيجارة بين أصابع نفس اليد و تبكي و تشكي لصاحبتها من زوجها إلّي ما يجي البيت إلا علشان "ينام معاها" و يهجرها مرة ثانية (المقتبس نقل حرفي) .
كان هذا أحد مشاهد مسلسل من مسلسلات قناة MBC دراما التي صفعتني و أنا أتغدى مع والدتي و خلتني أغمس قطعة النجت في الشربه بدل صحن المايونيز من شدة الإرتباك ، ونالت والدتي نصيبها من الإحراج و الدليل تغييرها للقناة دون عودة إلى أن إنتهيت من غدائي .
قصتي و التي كان أبطالها شاب في نهاية العشرينات و والدته بالتأكيد تتكرر كل ساعة في أحد بيوتنا العربية المحافظة و بوطأة أكبر خاصة إن كان أحد أبطالها طفل .. و لكم أن تتخيلوا منظر الأم و هي تحاول تشرح لطفلها الممثلة إيش قاعدة تشرب ؟ و ليش تدخن ؟ و التدخين كويس و لا لا ؟ و كيف يعني زوجها "ينام معاها" ؟ ، و لكم أن تتخيلوا مقدار تأثير هذه المناظر على الطفل نفسياً و تربوياً سواءً شرحت له والدته أو لم تشرح .
و لا تقتصر هذه المواقف على المسلسلات بل تمتد إلى البرامج الحواريه التي تثير مواضيع حميمية حساسة أو البرامج التي تثير قضايا إجتماعية غير مناسبة للأطفال .. و غيرها .
و لن أقترح هنا أن تمنع هذه البرامج أو تلغى من شاشاتنا أو أن لا نشاهد القنوات التي تبث هذه البرامج بتاتاً بالرغم من أن هذا ما يقترحه البعض و أجده إقتراحاً مبرراً بعض الشيء و لكن بما أن هذه البرامج تعتبر نافذة على واقع مظلم قد يرى البعض أهمية تسليط الضوء عليه و في ظل إختلاف العادات و التقاليد و إختلاف إرتفاع سقف "المقبول" بين مجتمع عربي و آخر بل من عائلة إلى أخرى في نفس الحي فإنني أجده إقتراحاً صعب التطبيق ، و الإقتراح الذي أجده مناسباً أكثر هو تطبيق نظام تصنيف البرامج التلفزيونية "Television Content Rating" المطبق في الكثير من الدول منذ عقود ، و هو نظام يلزم أي قناة على وضع شارة قبل أي برنامج توضح السن الأدنى المناسب لمشاهدة البرنامج ، و لإيضاح الفكرة بشكل أكبر سأقوم بذكر تصنيف البرامج التلفزيونية الخاص بدولة مسلمة تشابه دول العالم العربي من حيث الإلتزام الديني و تمنع العري و المشاهد جنسية من الظهور على شاشتها و هي دولة اندونيسيا .
إضغط على الصورة لتكبيرها |
فإن كانت دولة محدودة الإمكانيات كاندونيسيا قادرة على تطبيق مثل هذا التصنيف فلماذا لا تقوم شبكة رائدة لا تنقصها الإمكانيات المادية مثل MBC بتطبيق تصنيف مشابه لحماية عقول أطفالنا من الأفكار و المشاهد السامة التي إمتلئت بها بعض البرامج ، خاصة بعد أن أثبتت الدراسات أن الطفل يبني تصوره عن الواقع بناء على ما يشاهده في شاشات التلفزيون .
و ما دمنا كأمه عربية مهوسيين بتصنيف كل شيء .. جت على البرامج التلفزيونية ؟!
تسعدني متابعتكم في تويتر @Mola7dat .
2 التعليقات:
تدوينة معبرة. تحدثت مع أمريكية عن حال برامجهم اليوم و ما أختلفت عليه من الأمس عندما كانت هي طفلة . فأجابت أن التقييم و التصنيف لم يعد ينفع. فما كان للمراهقين صار يصنف للأطغال و ما كان للكبار صار يسمح للمراهقين بمشاهدته. سبب ذلك الببئة و الإنفتاح الزائد و شركات الإنتاج التي تتلاعب بالتصنيف و تبرره بضرورة التوعية و الإطلاع و الإنفتاح و أننا في القرن ٢١.
لذلك نشأت اليوم مواقع مثل http://www.commonsensemedia.org/ تضع التقييم الحقيقي لوسائل الإعلام و الكتب و مختلف الألعاب و البرامج، يقوم عليها مربون و أولياء أمور حريصون و يتناقشون و يضعون التصنيف الحقيقي للمنتج فيطلع الآباء و الأمهات على الفكر و المحتوى و الرسالة قبل أن يضعوه بين يدي أطفالهم.
و رغم ذلك فإن تصنيف من إعتاد رؤية الخلاعة و الشراب و سماع أخبار الجرائم يومياً حوله يجعل المرء يعتادها فلا يقيم الشيء التقييم الذي يناسبنا نحن كمسلمين محافظين.
رأيي الشخصي هو أشغال النفس و الأطفال بالكتب و الأنشطة و بين الحين و الآخر بالرسومات و الأفلام التي نراها تناسبنا و تناسب بيئتنا و نطلع عليها قبل أن نطلع أطفالنا عليها.
شيء غريب جدًا أن تكون دولة محافظة كالمملكة العربية السعودية لا تستخدم هذا التصنيف!
للأسف سمعت من اخصائية نفسية أن الأطفال يتأثرون بالتلفاز أكثر من الأشخاص في الحياة الواقعية
خذ كمثال مقطع الفيديو المنتشر الذي طلبوا فيه من أولاد صغار ضرب طفلة لكنهم جميعهم رفضوا لان الرجل الحقيقي لا يضرب الفتيات
لكن بالمقابل انظر للأطفال الذين يتابعون المصارعة أو افلام الكرتون الذي يحتوي على مشاهد عنيفة تتكون لديهم شخصيات عنيفة :/
إرسال تعليق